الشاعر إبن الحجاج والوزير ..!!

الشاعر إبن الحجاج والوزير ..!!

شاع ذكر ابن حجاج الشاعر الماجن في عصر الوزير العباسي ( ذي الكفايتين ) فتشوق لرؤيته، بعد أن سمع عن شعره وظرفه وأدبه. فأرسل إليه يوماً يطلبه فلما حظر، قال الوزير: يا أبا عبد الله لقد والله تهت عجباً منك. فأما عجبي منك فقد تقدم لقد كنت أفلي ديوانك فأتمنى لقاءك، وأقول: من صاحب هذا الكلام؟ إنه أطيش طائش وأخف خفيف، وأغرم غارم وكيف يجالس من يكون في هذا الإهاب؟ حتى شاهدتك الأن فتهالكن على وقارك وسكون أطرافك وسكوت لفظك وتناسب حركاتك وفرط حيائك والله ما يصدق واحد أنك صاحب ديوانك.
شفقال ابن حجاج: أيها الأستاذ، وهل كان عجبي منك دون عجبك مني؟ لو تقارعنا على هذا لفلجت عليك بالتعجب منك لأني قلت إذا رأيت الأستاذ فسألقى منه خلقاً جافياً ورجلاً فظاً غليظاً وجبلياً ديلمياً حتى رأيتك الأن، وأنت ألطف من الهواء وأرق من الماء وأغزل من جميل بن معمر وأغزر من البحر وأرزن من الطود وأبهى من القمر وأندى من الغيث وأشجع من الليث وأنطق من سحبان وأطهر من غمام وأنفذ من السهام وأكبر من جميع الأنام.
فقال الوزير: هذا أيضاً من ودائع فضلك وبواعث تفضلك. وأمر له بجائزة سخية، وصرفه.